تحتوي المملكة العربية السعودية على إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا غني بالتفاصيل، والتي تظهر في التصاميم المعمارية الداخلية والخارجية، والذي تجد فيه الشعور بالفخر بالتاريخ العربي، السعودي، والإسلامي وعلى الرغم من تنوع أنماط الطراز المعماري في المشاريع بالمملكة، إلا أنه لا يزال يتم الاعتماد على التصاميم المعمارية التراثية بشكل أكبر، وسنتعرف في مقالنا اليوم بالتفصيل عن كيفية دمج التراث الثقافي مع التصميم المعماري في السعودية.
تأثر مجال الاستشارات الهندسية في السعودية كثيرًا بالتراث التاريخي والثقافي، وتجد ذلك في التصاميم الداخلية والخارجية للمشاريع السكانية، او حتى المشاريع التجارية، بالاعتماد على الحروف العربية، والأشكال الهندسية الإسلامية، ويمكن أن هذا التأثر يأتي من تأثر المجتمع السعودي بثلاثة أشياء:
وهذه المرحلة شهدت تاريخًا عريقًا للسعودية، بحيث كانوا مركز الشعر، كما كانوا مركزًا للتجارة العالمية في تلك الفترة، وهذا جعلهم يؤثروا، ويتأثروا بالعديد من الثقافات المختلفة، مع الاحتفاظ بطابع خاص في مختلف المجالات.
والتي كانت غنية بالفنون الإسلامية، من خلال نحت ورسم الأشكال الهندسية، أو تخطيط الحروف العربية بأشكال جمالية إبداعية، والتي تطورت فيما بعد، عقب تأثر الحضارة الإسلامية بالفنون الهندسية الموجودة في الأندلس بعد انضمامها للدولة الإسلامية.
والتي شهدت تطورًا هندسيًا في العمران السعودي، والتي اعتمدت بشكل أكبر على التصاميم المودرن، من حيث الدمج بين البساطة، وبين الألوان الهادئة، والتراكيب الهندسية البسيطة.
كل مرحلة من هذه المراحل مازالت الاستشارات الهندسية حتى يومنا الحالي متأثرة بها، ووضع هذا التأثر في مختلف التصاميم على المشاريع العمرانية، حتى وإن تطورت بعض هذه المراحل قليلًا، ولكن تظل الروح عربية سعودية أصيلة.
وهذا التطور فقط ظهر في التصاميم الخاصة بالمشاريع المختلفة، ولكن مازال هناك من يرغب أن يكون منزله ذات طابع عربي، بالشرفات الضخمة الواسعة، والأسقف العالية، والأبواب الكبيرة، والرسومات الهندسية الإسلامية، نظرًا لما فيه من إحساس بالاعتزاز والفخر.
تعتمد شركات الاستشارات الهندسية في السعودية خلال العمل على التصاميم التراثية التاريخية، على مجموعة من الاستراتيجيات، وهي:
تترك الاستشارات الهندسية مساحة لمهندسيها من الإبداع، سواءًا في اختيار الألوان، أو التصاميم الداخلية واختيار الأثاث في حال العمل على أي من المشاريع التي يحتاج العميل أن تكون على الطراز الأندلسي، أو العربي الإسلامي.
تستعين شركات الاستشارات الهندسية بأحدث التقنيات، في التصميم بحيث يتم العمل على إخراج تصميمًا عربيًا، في التصميم الداخلي والخارجي، باستخدام الذكاء الاصطناعي، أو حتى إظهار التحديات التي من الممكن أن تظهر خلال مرحلة العمل على المشروع.
لا يعني أن يكون التصميم الداخلي والخارجي للمشروع بآلا يكون متطورًا، بل على العكس، يتم العمل على تصاميم تضمن تحسين الحياة اليومية للمواطنين المتواجدين داخل المشروع بعد تسليمه، إضافة إلى الاعتماد على بنية تحتية متطورة وذكية.
مع دخول المملكة العربية السعودية في خطوات تنفيذ خطط التنمية اقتصاديًا، ومجتمعيًا، فأصبح هناك طرازًا معماريًا للمملكة، يتم الدمج خلاله بين الأصالة والحداثة، ويأتي في الآتي:
وهذا النوع سواءًا كان خاص بمشروع تجاري، أو مشروع سكني يتم الاعتماد فيه على البنية التحتية المتطورة، والتي تساعد في تيسير وتحسين حياة المواطن بشكل يومي، مع العمل على تحسينها بشكل دوري.
وفي هذا النوع يكون اختيار طرازًا معماريًا موحدًا، بشخصية موحدة يتم تنفيذه على المشروع بكامله، بالنمط المعماري الذي يتم اختياره من العميل، سواءًا نمط معماري أندلسي عربي، يعتمد على الأرابسك، والخشب، والفخامة، أو نمط معماري عربي، أو نمط معماري مودرن، وهذا نراه في المجمعات السكنية.
وفي الختام يجب التأكيد على أن هذا الدمج بين التراث الثقافي، والتصاميم المعمارية في عصرنا الحالي يواجه الكثير من التحديات، مثل التحديات البيئية حيث أن الأنماط المعتمدة على التراث تحتاج بشكل دوري إلى عمل الصيانة والترميم.
وكذلك التحدي في الابتكار والإبداع، وعلى الرغم من هذا، نجد أن هناك دعمًا حكوميًا لهذه المشاريع، غير الدعم من المستثمرين وأصحاب المشاريع الأخرى في المملكة العربية السعودية، وهذا للرغبة في الحفاظ على هذا التراث، وهذا التاريخ نظرًا لما يمثله من فخر وعزة لجميع أبناء المملكة.
(يمكنك التواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني او الاتصال بنا لطلب استشارة مجانية)