أصبحت المملكة العربية السعودية تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، في مختلف المجالات، وهذا من أجل تحقيق التنمية بأكثر الطرق تطورًا وفقًا لرؤية الحكومة 2030، وفي هذا السياق نجد أن المجال العمراني والمعماري قد شهد تطورًا كبيرًا، من خلال بدء ضخ الأموال في المشاريع الذكية والتي سنتعرف عليها تفصيليًا في مقالنا اليوم، كما سنتعرف عن علاقة التصاميم العمرانية وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية.
بدأت في السنوات القليلة الماضية يتم ضخ الكثير من الأموال، سواءًا من قبل الحكومة السعودية، أو من قبل المستثمرين، من أجل العمل على تطوير البنية التحتية والقطاع العقاري في المملكة العربية السعودية من خلال عمل الكثير من المشاريع الذكية.
وهذه المنازل الذكية في السعودية تأتي وفقًا لرؤية المملكة لتحسين حياة المواطنين، إضافة إلى تطوير المجال الهندسي والعمراني فيها، سواءًا كان ذلك من خلال إنشاء مدن ذكية بالكامل، أو مجمعات سكنية صغيرة متطورة أيضًا.
تمتلك المشاريع الذكية الكثير من المزايا، والتي من الممكن اختصارها في الآتي:
1-إمكانية إدارة المنشأة، ومحتويات المنزل المختلفة من خلال الهاتف، أو من خلال لوحات التحكم أو حتى إدارتها صوتيًا من خلال اعتماد أجهزة البيت على الذكاء الاصطناعي، والذي بدوره يتعرف على بصمة صوت المتواجدين فيه.
2-تعتمد المنازل الذكية على مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، مثل شبكات الكهرباء الشمسية، وعمل إعادة تدوير للمخلفات، بشكل يساهم في خلق تنمية بيئية مستدامة.
3-زيادة وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، من خلال زيادة مستويات الراحة، والأمان.
4-زيادة الرقعة السكانية في مختلف محافظات المملكة، من خلال عمل مجمعات سكنية ذكية، وربطها بنظام واحد.
5-ربط المنازل بأجهزة استشعار ضد السرقات، والحرائق، مما يوفر مصدر أمان دائم لجميع المواطنين.
وكل هذه المزايا تساهم في تحقيق لرؤية المملكة العربية السعودية للتنمية البيئية والمجتمعية المستدامة.
مثلما تعمل الحكومة السعودية بشكل مستمر على إيجاد العديد من المشروعات الذكية، وكذلك الأفراد والمستثمرين، فيتم في ذلك الاعتماد وبشكل أساسي على الاستشارات الهندسية، نظرًا لما توفره من سبل تحقيق هذه المشاريع، والذي يتلخص في التالي:
-القدرة على عمل تصاميم داخلية وخارجية متطورة.
-القدرة على تصميم شبكات بنية تحتية قادرة على التطور والتعديل والتحسين.
-الاعتماد على المواد الأكثر تنمية للبيئة في البناء.
-توفير الإدارة المالية للمشروع مما يساهم في خفض التكاليف المتوقعة.
-توفير تصاميم من النماذج ثلاثية الأبعاد لتحقيق رغبة العملاء في الحصول على منزل أحلامهم المتطور.
ويكون الفضل في التنفيذ لهذه المشاريع عائدًا على مكاتب الاستشارات الهندسية في الأساس.
تواجه شركات الاستشارات الهندسية العديد من التحديات خلال تصميم وإنشاء المنازل الذكية، والتي يمكن أن نضعها في الآتي:
أ-عدم توافر البنية التحتية المتطورة التي يمكنها استيعاب انتشار المنازل الذكية في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية.
ب-ارتفاع تكلفة عمل التصاميم الداخلية والخارجية للمنازل الذكية، وتنفيذها على أرض الواقع، نظرًا لاعتمادها بصورة شبه كلية على أحدث الوسائل والتقنيات التكنولوجية.
ج-صعوبة تعامل بعض المواطنين مع أحدث التقنيات المتطورة في إدارة المنازل الذكية.
وعلى كل ما سبق نجد أولًا أن الحكومة السعودية تدعم مشاريع البنية التحتية، وعمليات تطويرها في مختلف المحافظات، وهذا من أجل أن تكون جاهزة لإتمام المشاريع الذكية المختلفة في أي وقت، لتحقيق الرؤية التنموية.
وثانيًا نجد أن شركات الاستشارات الهندسية تبدأ في عمل دورات لأصحاب المشاريع، والمنازل عن كيفية إدارة المنشأة، وفي أحيان اخرى تبدأ بعمل منازل ذكية محدودة، ويقتصر الأمر على بعض الخدمات الذكية التي يمكن بسهولة للساكن أن يؤديها، مثل التحكم في درجات الإضاءة، أو التحكم في درجات حرارة الغرف على سبيل المثال.
وفي ختام مقالنا تعد المنازل الذكية جزءًا تنمويًا لا يقل أهمية عن تنمية المدارس، الجامعات، والمستشفيات، بل من خلاله سيتم تحقيق تنمية اقتصادية ومجتمعية مستدامة، والتي ستساهم في تطور المجتمع نفسه وبنيته التحتية، مع توفير فرص عمل جديدة، بمجالات حديثة، وتجديد طموحات الشعب السعودي في تطور المملكة.
(يمكنك التواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني او الاتصال بنا لطلب استشارة مجانية)