تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا كبيرًا في مجال المشاريع والاستشارات الهندسية، وخصوصًا في مجال التصميم الداخلي، والذي هو أحد الفروع الهندسية التي لا يتوقف فقط على استغلال المساحات، وتنسيق الألوان، وتحديد أنواع الإضاءة، ولكن بدوره يساهم في نجاح المشروع بشكل كبير، من خلال تحديد كل شئ يندرج تحت البيئة الداخلية، سواءًا كان للمشروعات السكنية أو التجارية.
يمكننا أن نضع تعريفًا للتصميم الداخلي في المملكة العربية السعودية، أنه المجال الذي يساعد المهندس في تحديد هوية خاصة للمكان، تختلف عن أي مكان آخر، سواءًا كان هذا المشروع سيكون للإسكان، أو حتى إن كان مشروعًا تجاريًا. ويساعده في تحديد هذه الهوية هو الاعتماد على أدوات متطورة، ومتقدمة، تسمح له يضع التصاميم الأولية ونماذج، يمكن من خلالها العمل على تحسين البيئة الداخلية للمشروع، قبل بدء العمل بشكل فعلي، لإخراج الصورة النهائية من الإبداعية لدى مهندس التصاميم الداخلية.
هناك مجموعة من الأدوات التي يعتمد عليها المصمم الداخلي، مثل اعتماده على التقنيات المتطورة من أجل وضع التصور الأول عن المشروع، وعن كيفية استغلال المهارات، وتحديد جودة الخامات التي سيحتاجها بحيث يخلق في النهاية بيئة مريحة ومتناسقة. والجدير بالذكر أن هناك مجموعة من المهارات التي يجب أن يتحلى بها المصمم الداخلي، مثل:
-المعرفة بكل ماهو جديد في عالم التصاميم الداخلية.
-المعرفة بأحدث الوسائل والتقنيات التي يتم استخدامها في مجال التصميم الداخلي.
-أن يكون لديه حس إبداعي فريد، ومتنوع، دون أن يفقد بأن يكون لمختلف تصميماته شخصية واحدة ذات طابع فريد يعبر عنه.
-أن يكون لديه قدر كبير من المرونة، من أجل إدخال التعديلات والتحسينات على المشروع، بما يتناسب مع رغبة العميل، وأيضًا يتناسب مع معايير البناء السعودي.
-أن يكون على درجة عالية من الاحترافية، خلال تعاملاته مع أصحاب المشاريع المختلفة.
-أن يمتلك القدرة على إدارة الوقت، والفريق الذي يعمل معه، بحيث يُشكلوا سويًا فريقًا يساعد على تنمية البيئة الداخلية للمشروع.
تعمل شركات الاستشارات الهندسية في السعودية، وخاصًة الشركات المتخصصة في عمل التصاميم الداخلية للمشاريع، بأحدث الوسائل التكنولوجية، ومنها:
-برنامج AutoCAD
-برنامج Sketch Up
-برامج الواقع الافتراضي
-برامج عمل النماذج ثلاثية الأبعاد
وهذا التطور في استخدام التقنيات الحديثة ساهم في تطور المشاريع، من خلال عمل نماذج للمشروع، ثم بدء العمل على هذه النماذج، وعرضها على العملاء، ثم عمل التعديلات، وكل هذا يكون في مراحل ما قبل البدء في المشروع بشكل فعلي.
يستطيع المصمم الداخلي باستخدام أحدث التقنيات أن يستغل المساحة الداخلية، بما يعزز تجربة التواجد داخل المشروع، بعمل بيئة داخلية هادئة، ويمكنه في ذلك الآتي:
1-اختيار الإضاءة التي تساعد على توضيح وإظهار المساحة الداخلية للمشروع، وفي الوقت ذاته تعطي إحساس بالراحة فيه.
2-اختيار أحجام الأثاث على حسب المساحات الداخلية للمكان، أي أنه من غير الممكن، بل سيظهر الشكل العام سيئًا إذا كانت المساحة الداخلية صغيرة وتم وضع أثاث ضخم، بل يجب أن يكون هناك تناسق بين حجم الأثاث، وحجم المكان.
3-اختيار ألوان للدهانات توضح مساحة المكان، بل وتُشعر من يتواجد فيه باتساع المكان، ويتم الاستعانة في هذه المسألة بألوان مثل الأبيض، أو البيج.
4-تحقيق توازن وتناسق ما بين لون الدهانات، وألوان الأثاث.
5-محاولة إخفاء مواسير الصرف والمياه، والأسلاك الخاصة بالكهرباء داخل الجدار، بحيث لا يكون ظاهرًا إلا ما سيكون له نفع، مثل لمبات الإضاءة، أو صنابير المياه.
في الختام يجب أن نؤكد بأن نجاح المشاريع في السعودية يأتي من نجاح عمل المصمم الداخلي، وقدرته في التغلب على التحديات التي يواجهها خلال عمله على المشروع، واهتمامه بالتفاصيل الداخلية للمشروع وتصوره عن الصورة النهائية التي سيكون عليها، مع تحديد هوية للمكان.
(يمكنك التواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني او الاتصال بنا لطلب استشارة مجانية)