تعرف على مبادئ التصميم المعماري وأهميته

تشهد المملكة العربية السعودية خلال السنوات العشر الماضية تنمية على مختلف الأصعدة، لا سيما على الصعيد المعماري، نظرًا للتنمية المستدامة في المجال العمراني، وتعزيز البنية التحتية، وفقًا لرؤية السعودية 2030، التي يشارك فيها الكثير من الهيئات والشركات الحكومية والخاصة، لخلق تنمية اقتصادية، اجتماعية وثقافية، وسيكون موضوع مقالنا اليوم عن مبادئ التصميم المعماري في السعودية، وأهميته ودوره في هذه الخطة التنوية.

مفهوم التصميم المعماري

يعتبر التصميم المعماري هو أحد العلوم الهندسية المتخصصة في تصميم المساحات والمباني، ووضع الاستراتيجيات على تحقيقها، وتنفيذها، وفقًا لما يساعد في توفير حياة جيدة، مع كافة سبل الراحة الحياتية للمواطنين، مع تطوير البنية التحتية.

وعليه نجد أن التصميم المعماري هو أحد الأدوات الأساسية لخلق تنمية مستدامة، سواءًا كانت هذه تنمية اقتصادية، أو تنمية اجتماعية، ويجب على أن تعزز تلك التصاميم المعمارية في السعودية الهوية الثقافية والوطنية، مما يجعله ذات أهمية عالية في خطة تنمية السعودية 2030.

فهو في الأخير يكون عبارة عن وضع التصور الأولي والمبدئي عما ستكون عليه المدن، والمجمعات السكنية، والأماكن التجارية، ويجب أن يكون متوافقًا ويضم بينه كافة المشاريع والخدمات التي من شأنها أن تساعد في تحسين حياة المواطنين وتلبي احتياجاتهم.

أهمية التصميم المعماري في السعودية

يمكننا أن نضع أهمية التصاميم المعمارية في مجموعة من النقاط، وهي:

-تحسين جودة حياة المواطنين

يتم من خلال التصاميم المعمارية الحديثة التعرف على احتياجات الإنسان، وعمل التصاميم بما يتوافق مع تحسين حياته العملية، والاجتماعية، وتوفير كل سبل الراحة في محيطه، في ظل بيئة صحية وآمنة، من خلال الاعتماد بشكل أكبر على توفير المتنزهات، المستشفيات، المساحات الخضراء، وتوفير كذلك كافة السبل في المواصلات والنقل، مع بنية تحتية متطورة للمرافق، والخدمات التعليمية والصحية.

-تنمية الاقتصاد الوطني

تساعد التصاميم المعمارية الحديثة والمتطورة على خلق تنمية اقتصادية، من خلال جذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل في مجالات التصاميم الهندسية، والبناء والمقاولات، إضافة إلى رفع القيمة للعقارات في الأسواق، مع انتعاش السياحة عبر بناء الفنادق في المناطق السياحية.

-تنمية الهوية الثقافية

ويتم ذلك من خلال الاعتماد على عناصر معمارية تعتمد في شكلها وأساسها على الهوية الثقافية والتاريخية للسعودية، وتعكس جمال التراث العربي، الإسلامي، والسعودي.

-التنمية البيئية

تساعد التصاميم المعمارية الحديثة في خلق تنمية بيئية، من خلال عمل تصميم معماري يقلل من استهلاك الطاقة، يكون صديقًا للبيئة، يعتمد على إعادة تدوير المخلفات، يعتمد على تقنيات الألواح والطاقة الشمسية بشكل أكبر.

مبادئ التصميم المعماري

هناك مجموعة من المبادئ التي يجب الأخذ بها، والعمل من خلالها عند عمليات التصميم العمراني، والتي يمكن تلخيصها في التالي:

-يجب أن يعتمد التصميم المعماري على جانب إبداعي جمالي، يساعد على راحة العين، ونشر الطاقة الإيجابية، من خلال المساحات الخضراء، والاعتماد على التماثيل، النقوش، الزخارف في الواجهات العمرانية.

-يجب أن يعتمد التصميم المعماري على كافة عوامل الأمان، خلال عمليات البناء، أو عمليات الهدم وفقًا لكود وقانون البناء والهدم في السعودية، وكذلك الوضع في الحسبان أن تكون التصميمات المعمارية مقاومة للزلازل والتغيرات المناخية المختلفة.

-يجب أن تكون التصاميم المعمارية تتضمن مواد بناء ذات عمر افتراضي طويل، وقابلة للصيانة والتجديد باستمرار، مع مباني ذات قدرة استخدام طاقة بشكل أقل، والأعتماد فيها على الطاقة الشمسية بشكل أكبر.

-يجب أن تطرح المشاريع ذات التصاميم المعمارية لمناقصات، وكذلك يتم طرحها للاستفتاء عليها من قبل المواطنين، للخلق التنمية المجتمعية، والتفاعل المجتمعي الإيجابي، لتحديد الهوية المعمارية التي يمكن أن تتماشى مع رغبات المواطنين، والمتواجدين داخل المملكة، إضافة إلى أن تتضمن التصاميم المعمارية الكثير من الأماكن العامة، ومراكز التجارة خصوصًا في المجمعات السكنية التي قد تكون نائية عن المدن، أو تم بنائها بين المدن.

وفي الختام يجب أن نؤكد أن التصميم المعماري ليس أمرًا هندسيًا فحسب، بل يكون الأساس الذي تًبنى عليه الحياة المجتمعية فيما بعد، أي بعد الانتهاء من العمليات الإنشائية، وعليه يجب أن يتمتع بالأمان، الجمال، وتكون التصاميم المعمارية عن التصور المعماري السعودي في المستقبل ذات عمر افتراضي طويل، يساعد على تطويره، ويساهم في مستقبل تنموي مستدام للمملكة.

(كما يمكنك التواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني او الاتصال بنا لطلب استشارة مجانية)