أتحسس مسدسي كل مرّة عندما أرى شاباً يتحدث عن مفهوم التوازن بين العمل والحياة "Work-Life Balance”، وهو في مقتبل العمر، في بدايات حياته المهنية!
لا أستطيع إخفاء انعكاس شعور الخيبة على ملامحي ونظراتي وصوتي، عندما أراه يفكّر بالراحة، وهو بالكاد بدأ مشواره.
مفهوم التوازن هذا -كما يفهمه ويستخدمه البعض- أصبح حجةً للإهمال، شمّاعة للبرود وتبلّد الأحاسيس وسوء التواصل، يدفع بصاحبه نحو الهروب من تحمّل المسؤوليات.
هذا المفهوم التعيس أحد أبرز المفاهيم الحديثة التي تقود إلى زيادة إرباك الشباب وإماتة قلوبهم.
تركيزك على موضوع التوازن هذا، وأنت في بداية حياتك العملية، هو مؤشر قوي بأنك لن تذهب بعيداً في مسيرتك العملية.
من يفكر في الراحة قبل أن يلعب المباراة، لا تتوقع منه أداءً جاداً فيها.
ماذا تقصد بحياتك الخاصة التي تريد فصلها عن كل شيء حولك وحمايتها منه؟
ما هذه الحياة الخاصة التي لا تتداخل مع شيء من عملك ولا عائلتك ولا أصدقائك ولا مجتمعك؟
أتقصد حياة الهراء التي يصورها مهووسي "حب الذات" في انستاغرام وتيكتوك وغيرها، وكأنها الحياة المثالية؟
هل تعتقد أنك تعيش وحدك في هذه الحياة؟
يحتك المرء في يومه الواحد ويعيش مع دوائر مختلفة؛ الذات، العائلة، الأصدقاء، العمل، المجتمع، والعالم.
حياتك الخاصة إن كنت تقصد بها وحدتك/عزلتك مع نفسك، ليست إلا جزء صغير من حياتك ككل.
اندماجك وتفاعلك مع هذه الدوائر هو ما يصنع حياتك ككل، وهو ما يصنع لحياتك معنى.
حياتك ليست أمراً مقابلاً لعملك حتى تفكر أن توازن بينهما.
عملك هو جزء أصيل من حياتك، وأحد أهم أركانه، وبدون عملك في هذه الحياة لا معنى لحياتك.
ربما تقصد التوازن بين دائرة عملك والدوائر الأخرى في حياتك؟
حسناً، دعني أصدمك بحقيقة أن محاولة صنع توازن بين دائرة العمل وجميع دوائرنا الأخرى في المرحلة العمرية نفسها، هو ضربٌ من الخيال والأوهام. لا ينجح في ذلك أحد.
إذا استطعت عمل شيء من التوازن بين عملك وواحدة فقط من دوائرك المهمة الأخرى (عائلتك؟) فهذا نجاح كبير ومطلوب.
ولكن هل مفهوم التوازن بين العمل والحياة، بمفهومه الواسع المقدّس كما يصوره بائعو الأوهام، هو ما يجب أن تفكر فيه، وتركز عليه في مقتبل حياتك؟ في بدايات مسيرتك العملية؟ وأنت في عز نشاطك وحماسك وفضولك؟
هل تحمل في داخلك قلباً ميّتاً؟
لا تحمل طموحاً أو أحلاماً أو أهدافاً، ترى الحياة لعباً ومرحاً فقط، تعتقد واهماً أن الحياة المثالية هي حياة الراحة والاستجمام الخالية من المسؤوليات والتحديات؟
في داخلك صوت يقول أنه لولا الراتب لما عملت في حياتك يوماً؟
فالعمل في نظرك ليس إلا مكاناً تقضي فيه بعض الوقت كل يوم، حتى تحصل على بعض المال في نهاية الشهر.
لا تريد أن يتصل بك أحداً من فريق العمل بين حين وآخر بعد انتهاء ساعات العمل، ولا أن ترد على رسالة جوال أو بريد إلكتروني بعد الخامسة مساءً بين فترة وأخرى.
في داخلك صوت يقول لك أن التفاني في العمل فكرة ساذجة، وأنّ المتفانين مضحوك عليك من قبل الإدارة العليا وأصحاب الشأن، فتقوم بالحد الأدنى من الجهد الذي يضمن عدم محاسبتك، وفي الوقت نفسه لا يجهدك.
تعتقد أنك فلتة زمانك، وعملك لا يقدرّ ويثمّن وجودك، فبالتالي لا ترى أي سبب أن تعطي أكثر من الحد الأدنى، هذا إن أعطيت.
لا تريد بعد الدوام أن تشغل نفسك بالبحث والسؤال عن طرق لحل أحد المشكلات التي تواجهها في عملك.
تفضّل مليون مرة قضاء وقتك بعد العمل في الترفيه واللعب، على أن تستثمر جزء قليل منه في تطوير نفسك، فتتدرب وتبحث لأجل إفادة نفسك وعملك والتقدم فيه.
لا تبادر، تتهرب من تحمّل المسؤولية، تكره طبيعة عملك، تكره مكان عملك، تكره زملاء عملك، ولولا الراتب المضمون لما بقيت ساعة واحدة فيه.
وفي نهاية العام تنتظر زيادةً في الراتب نظير الحد الأدنى الذي قمت به، وتستشعر المظلومية عندما لا تحصل عليه، ويحصل عليه آخرين.
من حقك إذن أن تنظر إلى التوازن بين “العمل والحياة” كمفهوم رائع ومخرج، يسوّغ لك برودك وإهمالك في العمل.
في هذه الحالة، عليك أن لا تتفاجأ عندما تكتشف لاحقاً أنك -مقارنةً مع أقرانك- لم تذهب بعيداً في مسيرتك المهنية.
في الوقت الذي تركز فيه أنت على أساليب حياة تسترضي بها نفسك وهواك، فتغتال قدراتك وطموحك بدون أن تشعر، يعمل أقرانك على تطويع هواهم وكسر غرورهم عبر تطوير قدراتهم والتفاني في كسب المهارات وخوض التجارب، مما يجعلهم يتقدمون في مسيرتهم بينما أنت في مكانك.
واثقٌ من نفسك، لا ينقصك الحماس والإقبال على الحياة، ذو روح متفائلة ولديك أحلام وأهداف مشروعة؟
تعلم أنك في مرحلة استكشاف نفسك وقدراتها، وتعتقد أن الجد والاجتهاد والعمل على تحقيق الأهداف هو السبيل لبلوغ الأحلام؟
في هذه الحالة نقول لك: أهلاً ومرحباً بك، ولكن هل تعرف أي من الطرق اخترت؟
أظنك تعلم أن السعي خلف الرزق وتحقيق الأحلام يعني الكد والمكابدة والكرف والتعب والسهر والقتال؟
تعرف أنك لن تصل لأهدافك إن لم تكن مستعداً لتقبّل الهزائم، لتنهض بعدها فتحقق الانتصارات، وبين حين وآخر تستريح برهةً من الزمن لتعالج جراحك بعد خوض المعارك.
لا بدَّ أن تعلم من الآن بأنه ليس هناك طرقاً سهلة ومختصرة، ومن يقول غير ذلك هم باعة الوهم، الذين يكسبون لقمة عيشهم من إقناع الناس بأن لديهم حيلاً توصلهم لأهدافهم بدون المرور بمسيرة المكابدة.
أظنك تعلم أن خالقك قد قال لك بأنّه خلقك في كبَد، وأنّ حياتك اختبار وتحديات وعناء وتمحيص.
إن كنت ذو قلب حيّ، وفي داخلك قبسٌ من نار الحماس، فإنّ موضوع التوازن هذا ليس لك الآن، ويجب ألّا يكون مصب تركيزك في هذه المرحلة من عمرك، لا تجعله يربكك، فوقته سيأتي لاحقاً.
سوء مكان عملك ليس مبرراً لكي تصبح بهذه اللامبالاة؛ شخص بارد وميّت القلب.
فلنفترض أن مكان عملك سِيءَ، ولا يستحقك، هل هذا يعني -وأنت في بدايات مرحلتك العملية- أن لا تعمل على نفسك فتسعى لاكتساب عادات ومهارات حميدة ستساعدك في الحصول على وظيفة في مكان آخر؟
ألا تعلم أنّك المستفيد الأول والأكبر من تفانيك وإخلاصك في القيام بمهامك العملية، بغض النظر عن سوء أو روعة مكان عملك؟
تعويد نفسك على العادات الحميدة أو السيئة فترة طويلة، سينتج عنها صقل شخصيتك بهذه العادات.
عاداتك المكتسبة ستنعكس على ذاتك أولاً وشخصيتك، ستصبح الجدية واليقظة والسرعة والتفاني صفات لصيقة بك وعادات شخصية لا تفارقك.
تعويد نفسك على الوصول في الموعد، سيجعل الالتزام بالمواعيد جزءاً من شخصيتك وتُعرَف به.
تعويد نفسك على الرد السريع وباحترافية على الرسائل والاتصالات داخل وخارج العمل، سيصقل شخصيتك على نحو احترافي وجاد، وتصبح معروفاً بأنك شخص يُعتمد عليه.
تعويد نفسك على تخصيص وقت للتدريب والتعلّم الذاتي، سيجعلك متقدماً بمراحل عن زملائك في عملك الحالي والمستقبلي.
تعويد نفسك على متابعة ما حصل في الأمور والمهام ذات العلاقة بك، ولفت انتباه أطراف العمل المختلفة وتذكيرهم بها، سيميزك بأنك شخص يهتم، يكترث، يتذكر، ويذكّر الآخرين، ويتواصل بفعالية واحترافية لمصلحة العمل.
التفاني والالتزام والاهتمام والتواصل والتواجد داخل وخارج العمل -عند الحاجة- ستصبح صفات ملتصقة بشخصيتك، بغض النظر عن مكان عملك واستحقاقه من عدمه.
ربما يكون حظك جيداً، فيكون في عملك قيادات ذكية ترصد شخصيتك وتطورك وبروزك مقارنةً بغيرك من أصحاب القلوب الميتة، فتعطيك فرصاً أكثر، وتنقلك لوظائف أخرى أكثر أهمية، فتتقدم ويتقدم عملك.
وربما يكون حظك سيئاً، فلا تجد التقدير المادي والمعنوي في مكان عملك الحالي، ولكن على الأقل عملك على نفسك وجديتك وإكساب نفسك مهارات الالتزام والتفاعل، سيجعلك تتبنى عادات ومهارات جيدة، وتتطبع بأسلوب عمل احترافي وعادات لصيقة تصبح جزءاً من شخصيتك.
في كلتا الحالتين، ما دمت تعمل على تطوير وإبراز نفسك وجهودك (على نحو صادق وجاد)، فهناك احتمالية عالية لأن تلفت الانتباه، سيتحدث الناس عنك في عملك فتتقدم في أماكن جديدة فيه، أو سيسمع عنك آخرين في أماكن خارج عملك، ويتواصلون معك لعرض فرص انتقالك عندهم.
عند انتقالك لمكان عمل آخر، ستنتقل ومعك تجاربك والعادات المطلوبة التي قد أصبحت جزءاً من شخصيتك في عملك السابق التعيس، وهي المهارات والقدرات التي بسببها عرفوا عنك أصحاب مكان عملك الجديد.
لن تبدأ من الصفر في المكان الجديد، بل ستكون قادماً جديداً محملاً بقدرات ومهارات أكسبتها نفسك في عملك السابق.
إذا ظهر أن مكانك الجديد هو المكان المناسب، فستجد من يثمّن قدراتك وتفانيك، وهناك ستتقدم في مجالك المهني سريعاً.
وإن ظهر بأنه مكان عمل تعيس كذلك، فلا تيأس، وتتخلّى عن عاداتك الجيدة التي اكتسبتها، تمسك بها، وابحث مع الوقت عن مكان آخر.
لا تستسلم مبكراً، فالسباق ما زال طويلاً.
إذا كنت طموحاً، صاحب أحلام وأهداف وآمال، فاعلم أنه لا تؤخذ الدنيا إلا غلابا، كما قال شوقي.
والمغالبة لا تعني انتفاء المتعة كما يتوهم الكثير.
ألا تستشعر المتعة واللذة، وأنت تمارس الرياضة الجسدية المرهقة؟
يستطيع المرء إن أراد الاستمتاع بوقته حتى وهو في أصعب المراحل والتجارب الشخصية؛ عبر الغوص فيها وعيش اللحظة من خلالها.
المغالبة والمجاهدة والصبر والمناورة هي ممارسات يجب عليك احترافها، وستحترفها بدون أن تلاحظ ما دمت مصراً على مطاردة أحلامك، عبر سعيك لتحقيق أهداف واضحة تقودك إليها.
طريق المكابدة رغم قساوته الظاهرة، يكتنف سعادةً ومتعاً ولذات لا يعرفها إلا من خاضه.
لولا التعب لما استشعرنا الراحة، ولولا المشكلات لما أحسسنا بالسلام، ولولا الضجيج لما استمتعنا بالهدوء.
هروبك من التحديات ومواجهتها سيصنع منك شخصاً رخواً، ضعيفاً، قابلاً للانكسار أمام المشكلات.
واجه ما يقابلك في الطريق، فإن اجتزته فستزداد ثقتك بنفسك، وتتقدم، وإن انهزمت فلا بأس، عالج جراحك، وامض قدماً لمواجهة تحديات أخرى، وفي كلتا الحالتين ستشعر بالمتعة إن أردت ووعيت.
إن لم تقد نفسك، قادتك. وإن لم تسيطر عليها، سيطرت عليك. وإن لم تلجم رغباتها، استعبدتك.
النفس تميل بطبعها للراحة، للخمول، للهروب من أي تحديات، للبحث عن أقصر الطرق لتحقيق الأهداف، وإن وجدت طرقاً ملتويةً فإنها ستميل إلى سلكها إن لم تلجمها.
ما تحتاج إليه هو إجبار نفسك على الصبر والإقدام والمبادرة، عليك الأخذ بزمامها وإرغامها على فعل ما تكرهه الآن، إن كنت متيقناً أن في ذلك مصلحتك.
سياسة إرضاء نفسك بتنفيذ كل ما تهواه، ستجعلك أسيراً لنفسك وعبداً لها، ستجعلك تحاول دائماً إسعادها ونيل رضاها، أملاً في أن ترضى عليك وتمنحك السعادة.
ونفسك لن تقنع، ولن ترضى، ولن تهدأ، ولن تعطيك السلام والسعادة وما تحلم به، ما دمت عبداً لها.
وعبوديتك لنفسك ببساطة هي أن تنفذ كل ما تهواه وترغب فيه، فقط لأنها ترى ذلك. وأن تمنع عنها كل ما تعتقد أنه يكدّر صفوها، ويزعجها، وإن كنت تعلم أنّ ذلك في مصلحتها.
أمّا حريّتك فلن تجدها إلا عندما تتحكم في نفسك، وتخضعها لسيطرتك، لا أن تجعلها تتحكم فيك. فتمنعها عما تعرف يقيناً في داخلك أنه ليس في مصلحتك، وإن كان مغرياً، وتجبرها على فعل ما تعرف أنه خير لك، وإن كان صعباً.
في الحياة العملية، ستميل نفسك بطبيعتها إلى دفعك نحو الهروب من تحمّل المهام الثقيلة، وستحثك على عدم تحمل المسؤولية، وتقنعك بأن أفضل ما تعمله هو تقديم الحد الأدنى من الجهد حتى تضمن استمرار راتبك.
يستطيع المديرون والقادة تمييز هذا النوع من الموظفين بسهولة، وسيسعون للحديث مع هذا الموظف ومساعدته في حل أي مشكلات لديه تمنعه من تقديم أداء أفضل.
وإذا عجز الموظف عن تحسين وضعه، فعليه أن لا يتفاجأ عندما يرى نفسه خارج المكان.
سن الأربعين هي بداية مرحلة التفكير في موضوع التوازن لعدد من الأسباب، ومنها:
تكون قد خضت نحو ٢٠ عاماً في مكابدة الحياة، وهي مدة لا بأس بها. في الغالب، تكون متزوجاً وأطفالك وأهلك يستحقون اهتماماً وتركيزاً أكبر بكثير من السابق. لم تحقق كل أحلامك بعد، ولكن حققت بعض الأهداف التي تقود لها. على فكرة، ليس هناك أحد يحقق كل أحلامه في هذه الحياة. استنزفت جسدك عشرين عاماً في الركض، بدنك يستحق منك أن تبدأ في احترامه بجدية حتى لا يبدأ في معاقبتك، واحترام الجسد يعني تبني الرياضة كأسلوب حياة، والانتقائية في أسلوب حياتك الغذائية. عقدك النفسية ستبدأ في البروز الآن. ما كتمته العشرون سنة الماضية، وما مررت به، سيبدأ غالباً في الخروج على أشكال متعددة. لمواجهة النصف الثاني من عمرك بإيجابية، تستحق نفسك منك الآن أن تعمل عليها وتتفاهم معها. والديك الذين سرقتك حياتك العملية من قضاء وقت طويل معهم، يستحقون منك وضع خطة تقارب شديدة معهم للاستمتاع بوجودهم حولك أحياءً بقدر ما تستطيع. في الأربعين ستتفاجأ بأن الحياة أكبر وأوسع وأجمل من حياتك العملية. ستبدأ نفسك تضغط عليك لاكتشاف أموراً جديدة، أماكن وهوايات وتخصصات وعوالم لم تكن تعلم بأنها ستروق لك. ستحتاج إلى تحقيق نجاحات جديدة، ولو صغيرة، تعالج في نفسك جروح الخسائر المتراكمة الطويلة عبر مرحلتك السابقة. اكتشاف مواطن النجاحات المحتملة تحتاج بعض الوقت والبحث.لا يمكنك العمل على كل هذه الأمور الآن بدون أن تسعى لتقسيم وقتك وتنظيم عالمك لصناعة حياة متوازنة بين عملك ودوائر حياتك الأخرى.
شعارك في العشرينيات والثلاثينيات ليس "التوازن بين العمل والحياة"، بل يجب أن يكون: أهلاً بالتجارب، أهلاً بالتحديات، مرحباً بالمنعطفات التي تصقل مهاراتي، مرحباً بالمفاجآت التي تنقلني لعالم جديد اكتشف فيه نفسي وقدراتي.
ذلك التوازن هو لنا نحن أهل الأربعينيات والخمسينيات. نحن الذين أخذنا نصيبنا من التجارب والمعارك والمفاجآت والهزائم والانتصارات.
نحن الذين بعد كل ذلك نعتقد الآن أننا فهمنا أنفسنا، وتصالحنا معها، وتيقنا بأنه لا أحد بيننا أكبر من هذه الحياة، وأن من تكبّر عليها صرعته.
ما نبحث عنه نحن الآن هو التوازن بين العمل والحياة بمفهومها الواسع، ليس الاستقالة من الحياة، ولا الاستسلام،
نرى بأننا في مرحلة جديدة بعد مشوار طويل، نستحق فيها أسلوب حياة جديد.
ليس من المنطق أن نستمر نحن بأسلوب حياتنا السابق، وليس من المنطق أن تتبنى عزيزي الشاب أسلوب حياتنا نحن في هذه المرحلة.
عش حياتك في مرحلتها، ولا تبحث عن التوازن، فذلك ما نبحث نحن عنه الآن.