كيف تؤثر التغيرات المناخية على اعمال الهندسة المساحية؟

كيف تؤثر التغيرات المناخية على اعمال الهندسة المساحية؟

التغيرات المناخية وتأثيرها على أسس الهندسة المساحية

تعد الهندسة المساحية من المجالات الحيوية التي تعتمد على قياسات دقيقة لإنجاز مشاريع البنية التحتية، وتخطيط المدن، وإدارة الموارد الطبيعية. ومع تزايد تأثير التغيرات المناخية على مختلف القطاعات، أصبحت أعمال المساحة تواجه تحديات جديدة مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والتغيرات في طبيعة الأراضي، وظروف الطقس القاسية. هذه العوامل تؤثر على دقة القياسات، واستقرار الأجهزة، وحتى على طرق تحليل البيانات المساحية.

 

أهم تأثيرات التغيرات المناخية على الهندسة المساحية

1-تغير مستوى سطح البحر وتأثيره على القياسات الساحلية

يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب ذوبان الجليد القطبي إلى تغيير الحدود الساحلية، مما يجعل القياسات المساحية القديمة غير دقيقة. تؤثر هذه الظاهرة بشكل مباشر على:

-تحديد الحدود البحرية والممتلكات الساحلية.

-تخطيط المشاريع الإنشائية في المناطق القريبة من الشواطئ.

-تحديث الخرائط الجغرافية والبحرية بشكل متكرر لمواكبة التغيرات.

2-التأثير على دقة أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)

تعتمد أنظمة الـ GPS على الإشارات الصادرة من الأقمار الصناعية، لكن الظواهر الجوية مثل العواصف الشمسية، والضباب الكثيف، وتقلبات الضغط الجوي، قد تؤثر على دقة الإشارات. هذا قد يؤدي إلى:

-أخطاء طفيفة في تحديد الإحداثيات.

-الحاجة إلى تصحيح البيانات باستخدام تقنيات مساعدة مثل RTK GPS أو محطات التصحيح الأرضية.

3-تأثير الظواهر الجوية المتطرفة على أعمال المساحة

تؤدي زيادة العواصف، والأعاصير، وارتفاع درجات الحرارة إلى صعوبة إجراء القياسات في بعض المناطق. حيث قد تؤثر الظروف القاسية على:

-استقرار أجهزة المساحة مثل Total Station وأجهزة LiDAR.

-تعطل الطائرات المسيرة (الدرونز) المستخدمة في المسح الجوي بسبب الرياح القوية.

-تغير طوبوغرافية الأرض نتيجة الانجرافات والتعرية، مما يستدعي إعادة المسح بشكل متكرر.

4-التغير في خصائص التربة والطبوغرافيا

تؤدي التغيرات المناخية إلى تغيرات في طبيعة التربة والمناطق الطبوغرافية، مما يؤثر على المساحة الجيوديسية (Geodetic Surveying) التي تعتمد على نقاط مرجعية ثابتة. تشمل هذه التأثيرات:

-تآكل التربة أو تراكم الرواسب، مما يغير المعالم الجغرافية.

-هبوط الأرض في بعض المناطق بسبب الجفاف أو الاستغلال المفرط للمياه الجوفية.

-الحاجة إلى تحديث الشبكات الجيوديسية لإعادة ضبط النقاط المرجعية.

 

5-زيادة الحاجة إلى المسح البيئي والهيدرولوجي

مع تغير المناخ، أصبح من الضروري استخدام المساحة لمراقبة الظواهر البيئية مثل:

*مستوى المياه الجوفية: لتقييم تأثير الجفاف على الموارد المائية.

*حركة الكتل الأرضية: لرصد الانهيارات الأرضية المحتملة في المناطق الجبلية.

*التغيرات في الأنهار والبحيرات: لمتابعة تأثير الفيضانات أو فترات الجفاف.

 

كيفية التكيف مع هذه التحديات؟

1-استخدام تقنيات متقدمة لمراقبة التغيرات

يمكن لمهندسي المساحة تقليل تأثير التغيرات المناخية باستخدام تقنيات حديثة مثل:

*المسح بالاستشعار عن بعد (Remote Sensing): لرصد التغيرات في التضاريس والغطاء النباتي.

*الأقمار الصناعية عالية الدقة: لمتابعة ارتفاع مستوى سطح البحر والانجرافات الساحلية.

*استخدام الذكاء الاصطناعي: لتحليل البيانات المساحية والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية.

2-تحديث البيانات والخرائط بشكل مستمر

يجب على المساحين مراجعة وتحديث الخرائط الرقمية والجيوديسية بانتظام لمواكبة التغيرات المناخية، مما يساعد في:

-تحسين دقة المخططات الحضرية ومشاريع البنية التحتية.

-تقليل المخاطر المرتبطة بتغير تضاريس الأراضي.

3-تطوير معايير جديدة للمساحة

نظرًا لأن التأثيرات المناخية مستمرة، يجب تطوير معايير جديدة تشمل:

-أساليب متقدمة لمعايرة الأجهزة المساحية تحت ظروف مناخية مختلفة.

-بروتوكولات لقياس التغيرات في الأراضي المعرضة للكوارث الطبيعية.

-إدخال بيانات المناخ في النماذج المساحية لتحليل المخاطر بشكل أدق.

 

في الختام، تلعب التغيرات المناخية دورًا متزايدًا في التأثير على أعمال الهندسة المساحية، مما يستدعي تبني تقنيات وأساليب جديدة لضمان دقة القياسات واستمراريتها. من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتحديث البيانات بشكل دوري، وتطوير معايير جديدة، يمكن للمساحين التكيف مع هذه التحديات والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة.

(يمكنك التواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني او الاتصال بنا لطلب استشارة مجانية)  

 

0

تحدث معنا

اتصل بنا الان