يعتبر القرار المساحي وثيقة قانونية هامة تحدد حدود الملكية وتثبتها، وبالتالي فإن أي خطأ أو نقص فيه قد يؤثر بشكل كبير على حقوق الملكية. لهذا السبب، فإن القانون يتيح للمواطنين حق الاعتراض على القرار المساحي في حال وجود أخطاء أو اختلالات فيه.
يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح وافٍ لكيفية الاعتراض على القرار المساحي، مع التركيز على الإجراءات القانونية التي يجب اتباعها، والأسباب الشائعة للاعتراض، والشروط الواجب توافرها لقبول الاعتراض.
هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الشخص للاعتراض على القرار المساحي، من بينها:
-أخطاء في تحديد الحدود: قد يكون هناك خطأ في تحديد حدود العقار، مما يؤدي إلى تضييع جزء من الملكية أو الاعتداء على ملكية الغير.
-عدم دقة المساحة: قد تكون أعمال المساحة التي أجريت لإعداد القرار المساحي غير دقيقة، مما يؤدي إلى نتائج غير صحيحة.
-تضارب القرار المساحي مع وثائق الملكية: قد يتعارض القرار المساحي مع الوثائق الرسمية الأخرى التي تثبت ملكية العقار.
-الاعتداء على حق المرور: قد يمنع القرار المساحي صاحب العقار من حق المرور إلى عقاره أو منعه من الاستفادة من بعض المرافق العامة.
-أخطاء في حساب المساحات: قد يكون هناك خطأ في حساب مساحة العقار، مما يؤثر على قيمته وقبوله في المعاملات العقارية.
تختلف الإجراءات القانونية للاعتراض على القرار المساحي من دولة إلى أخرى، ولكن بشكل عام تتضمن الخطوات التالية:
1-تقديم طلب الاعتراض: يتم تقديم طلب الاعتراض إلى الجهة المختصة بإصدار القرار المساحي، وعادة ما يكون ذلك عن طريق تقديم طلب خطي يوضح أسباب الاعتراض ودلائل على صحة الادعاءات.
2-دراسة الطلب: تقوم الجهة المختصة بدراسة طلب الاعتراض والتأكد من صحة الأسباب المقدمة.
3-التحقيق: قد تقوم الجهة المختصة بإجراء تحقيق ميداني للتأكد من صحة المعلومات الواردة في طلب الاعتراض.
4-إصدار القرار: تصدر الجهة المختصة قراراً بشأن الاعتراض، إما بقبوله وتعديل القرار المساحي، أو برفضه.
لتقبل الاعتراض على القرار المساحي، يجب توافر الشروط التالية:
-وجود سبب مشروع للاعتراض: يجب أن يكون هناك سبب قانوني واضح للاعتراض، مثل وجود خطأ في القرار المساحي أو تضاربه مع وثائق الملكية.
-تقديم الأدلة: يجب على مقدم الطلب تقديم الأدلة التي تثبت صحة ادعاءاته، مثل الخرائط القديمة، وشهادات الشهود، والوثائق الرسمية.
-التزام المواعيد: يجب تقديم طلب الاعتراض خلال المدة المحددة قانوناً، وإلا سيتم رفضه.
نظراً لأهمية القرار المساحي وتأثيره على حقوق الملكية، فإنه من المستحسن الاستعانة بمحامٍ متخصص في القضايا العقارية لتقديم الطلب والمتابعة القانونية للقضية. فالمحامي لديه الخبرة القانونية اللازمة لتقديم الطلب بشكل صحيح، والدفاع عن حقوق موكله، ومتابعة الإجراءات القانونية حتى صدور القرار النهائي.
إذا تم قبول الاعتراض على القرار المساحي، فإن الجهة المختصة تقوم بتعديل القرار وإصدار قرار جديد يتوافق مع الواقع. وقد يؤدي ذلك إلى تغيير حدود العقار أو مساحته، مما يؤثر على قيمته وقبوله في المعاملات العقارية.
في الختام، يعتبر الاعتراض على القرار المساحي حقاً قانونياً للمواطنين، ويجب على كل من يشعر بأن هناك خطأ في قرار مساحي خاص به أن يستغل هذا الحق لحماية حقوقه. ومن خلال اتباع الإجراءات القانونية الصحيحة والاستعانة بمحامٍ متخصص، يمكن للمواطن أن يحصل على قرار مساحي دقيق وعادل يحفظ حقوقه.
(يمكنك التواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني او الاتصال بنا لطلب استشارة مجانية)